الأربعاء، 12 مارس 2008

احفظ الله يحفظك

احفظ الله يحفظك
أحبتى فى الله:

ما أحوج الأمة جميعاأفرادا وجماعات دولا وحكومات الى أن تأخذ بوصايا الرسول صلى الله عليهوسلم خاصة فى مثل هذه الظروف الحالكة والأزمات الطاحنة التى تمر بها فى الداخل والخارج،
ففى هذه الوصايا المخرج والسبيل لعودة الأمة الى طهارتها ونقائها الى عزتها ومكانتها والى سابق قوتها وسيادتها بين الأمم ومن ثم تقوم بالدور المنوط بها أن تقوم به وهو الاصلاح ونشر الخير والهدى والعدل والسلام والأمن والأمان بين ربوع العالمين

ومن هذه الوصايا وصية النبى (ص)لابن عباس وهو غلام
يقول بن عباس (رضى الله عنه):كنت خلف النبى (ص) يوما فقال:( يا غلام انى أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ،احفظ الله تجده تجاهك ،اذا سألت فاسأل الله،واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك الا بشىء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك الا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف.)رواه الترمذى.
وفى رواية للامام أحمد(احفظ الله تجده أمامك،تعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة ،واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك،واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا).
فمن حفظ الله فى دينه بملازمة تقواه واجتناب ما لا يرضاه ، بابتعاده عن الحرام جهده وحرصه على الحلال وسعه،بالتزامه بفرائض الاسلام وتعاليم القرآن فى عبادته وسلوكه وأخلاقه وسائر معاملاته،فلسوف يحفظه الله ولا شك ويحفظ أهله ومجتمعه وأمته جميعا.
فهذا نبى الله يوسف عليه السلام /
حفظ الله فى دينه وأخلاقه رغم تعرضه للفتن بامرأة العزيز مرة وبالسجن مرة وبفقد أهله قبل ذلك الا أنه ثبت على قيمه وامتثل تعاليم دينه بل ودعا المحبوسين معه الى عبادة الله وتوحيده ،وكان من نتيجة ذلك أن حفظه الله وأعزه ومكن له فى الأرض وأعلى شأنه فيها (وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء وفوق كل ذى علم عليم )، وحفظ الله به أهله وأهل مصر والعالم من حوله أعوام المجاعة السبع التى مرت ببلادهم .
وهذه قصة بنت بائعة اللبن/

حيث أصدرأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه قانونا جرم فيه غش اللبن وخلطه بالماء غير أن عين القانون لاتستطيع أن ترقب كل مخالف أوأن تقبض على كل خائن أو غاش ،لكن هناك الايمان، الرقيب الداخلى الذى يدفع صاحبه الى أن يحفظ الله فى كل تصرفاته ،فهاهى الابنة المؤمنة تعارض أمها التى تأمرها أن تخلط اللبن بالماء فتقول لها الابنة: ان أمير المؤمنين عمر ينهانا عن ذلك فتقول الأم:وأين أمير المؤمنين؟
فتقول الابنة:ان كان أمير المؤمنين لايرانا فرب أمير المؤمنين يرانا ، فليس غريبا أن يأتى من هذا الأصل الطيب عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين الذى حفظ الله به الأمة وحقق الله على يديه الأمن والعدل والرخاء فى عامين فقط هى كل مدة خلافته


ويحكى عبد الله بن دينار:
خرجت يوما مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى مكة فانحدر بنا راع من الجبل فقال له عمر ممتحنا:ياراعى بعنى شاة من هذه الغنم ،فقال انى مملوك وهى ملك لسيدى،فقال عمر:قل لسيدك أكلها الذئب،فقال الراعى: وأين الله؟،فبكى عمرثم غدامع المملوك فاشتراه من مولاه وأعتقه وقال له :أعتقتك فى الدنيا هذه الكلمة وأرجو أن تعتقك فى الآخرة.

وقصة العالم الربانى عبد القادر الكيلانى رحمه الله :
حيث يقول:(بنيت أمرى من حين ما نشأت على الصدق ،ذلك أنى خرجت من مكة الى بغداد أطلب العلم فأعطتنى أمى أربعين دينارا أستعين بها على النفقة وعاهدتنى على الصدق،فلما وصلنا أرض همدان خرج علينا جماعة من اللصوص فأخذوا القافلة فمر واحد منهم وقال لى:كم معك؟فقلت أربعون دينارا فظن أنى أهزأ به فتركنى،ورآنى رجل آخرفسألنى كم معك؟فأخبرته بما معى فأخذنى الى كبيرهم فسألنى فأخبرته ،فقال متعجبا:ماحملك على الصدق؟فقلت:عاهدتنى أمى على الصدق فأخاف أن أخون عهدأمى،فقال كبيرهم أنت تخاف أن تخون عهد أمك وأنا لاأخاف أن أخون عهد الله ثم أمر برد ماأخذوه من القافلة وقال ياغلام :أنا تائب لله على يديك، فرد اللصوص جميعا قائلين أنت كبيرنا فى قطع الطريق وأنت اليوم كبيرنا فى التوبة .فتاب الجميع ببركة الصدق .
ذلك أن الغلام حفظ الله فى أخلاقه فحفظه الله وحفظ به القافلة وحفظ قطاع الطريق جميعا من النار بفضل توبتهم الى الله عز وجل.

وأختم بهذه القصة التى تبين كيف كان الصالحون يربون أولادهم على حفظ الله قصة سهل بن عبد الله التسترى /
يقول هو عن نفسه:
كنت وأنا بن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر الى صلاة خالى (محمد بن سوار)فقال لى يوما:ألا تذكر الله الذى خلقك؟قلت وكيف أذكره؟ قال:قل بقلبك عند تقلبك فى فراشك ثلاث مرات من غير أن تحرك لسانك ،
الله معى-الله ناظر الى –الله شاهدى- فقلت ذلك ليال ثم أعلمته،فقال زدها الى سبع مرات فقلتها ثم أعلمته فقال زدها الى احدى عشر مرة فوقع لذلك حلاوة فى قلبى فلما كان بعد سنة قال لى خالى:احفظ ماعلمتك ودم عليه الى أن تدخل القبر فانه ينفعك فى الدنيا ةالآخرة ،فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لذلك حلاوة ثم قال لى خالى يوما ياسهل:من كان الله معه وناظرا اليه وشاهده أيعصيه؟ياسهل اياك والمعصية!
وأصبح سهل بعد ذلك من كبار العارفين ومن رجال الله الصالحين بفضل خاله الذى أدبه وعلمه ورباه وغرس فى نفسه وهو صغير أكرم معانى الايمان والمراقبة وأنبل مكارم الأخلاق...
أحبتى فى الله:بمثل هذه النماذج النقية الصالحة تحى الأمم ويحفظها الله ويرعاها ويفرج كروبها وينصرها على أعدائها (واعلم أن النصر مع الصبر،وأن الفرج مع الكرب،وأن مع العسر يسرا).

الأربعاء، 5 مارس 2008

الإفتتاحية

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلي أله وصحبه أجمعين
وبعد
أحبتي في الله أبدأ فأحييكم بتحية الإسلام
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تصفحت كثيرا من المواقع والمدونات
فوجدت أقلاما كثيرة للباطل تروج له وتقوم بنشره
حربا علي القيم النبيلة و ضربا للمثل
العليا تريد بذلك لهذه الأمة مزيدا من الخنوع
والخضوع ومزيدا من الركوع والإنهزامية أمام
أعدائها فأحسست في قرارة نفسي أنه أصبح
لزاماً علي أهل الحق أن يعلنوا عن حقهم
وأن يدعوا الناس إليه وأن يبينوا ما فيه من الخير و النور و الهدي
فما تمدد أهل الباطل بظلام باطلهم
إلا بسبب تقهقر أهل الحق بضياء ونور حقهم
فآن الآوان للحق أن يعلوا وللباطل أن يندحر
آن الآوان للفجر أن يبزغ وللشمس أن تشرق
وللظلام أن ينزوي وينقشع
" والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "